[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قصة نجاح طفل يتيم تبنته عائلة من الملجأ يصبح مبتكراً من نوع نادر لم يكن أحد يتوقع أن يصبح الطفل اليتيم ، الذي تبنته عائلة من الملجأ ، مبتكراً من نوع نادر أسهم بشكل فعال في نهضة الحاسب الآلي وتطوّره وجعْلِه من الأساسيات في حياة الإنسان ، ما جعل الاستغناء عنه في عصرنا الحالي أمراً صعباً أو حتى مستحيلاً .
انه [ ستيفن جوبس ] مؤسس شركة أبل ماكنتوش للكمبيوتر بالتعاون مع ستيف وزنياك ، الذي شكل معه ثنائياً رائعاً ظهر تأثيره جلياً في تطور الكمبيوتر .
على الرغم من أن ستيف جوبس لم يكن المخترع لأول كمبيوتر شخصي لـ أبل (*سبقه إلى ذلك ستيف وزنياك ) إنما يعتبر الأب البديل الذي غزا باستمرار فكرة الكمبيوتر الشخصي ، وأوصله إلى مرحلة النضج وقطف الثمار . باختصار: كان وزنياك الأب الذي أنجب ، وكان جوبس الأب الذي ربّى . فلو لم تكن هناك حماسة وتصميم لدى جوبس لتسويق أبل -1- ، لكان هناك كلام آخر ومختلف عن شركة أبل والدليل على ذلك ما قاله ريجيس ماكنا الذي كان يعمل مراسلاً صحافياً لشركة أبل في بداياتها : ’’لا أنكر أن وزنياك هو الذي صمم آلة أبل ، ولكن لولا ستيف جوبس لكانت هذه الآلة قابعة في محلات التسلية ونوادي الهواة كان وزنياك محظوظاً لمشاركته مبدعاً كـ ستيف جوبس,, .
كان جوبس يتيم الأبوين ، وكان محظوظا لأنه أصبح ابن بول وكلارا جوبس بالتبني ، نشأ في الستينات وكان سلوكه متأثراً إلى حد بعيد بالظروف التي كانت تسود تلك الحقبة من التاريخ من ثورات وضغوط ، وبالتالي فإن وجوده في منطقة (( ماونتن فيو )) أثر فيه تماماً ، وكان ممكناً ألا نسمع بستيفن جوبس لو انه ولد في أوماها مثلاً . فالمحيط الذي عاش فيه كان له أثر في أحلامه وشخصيته ، وبالتالي في النتائج التي حققها .
عندما كبر وأصبح في الثانوية العامة كان يحب الاختلاط بمن هم أكبر منه . أحدهم كان ستيف وزنياك ، والذي كان يكبره بأربع سنوات ، كان جوبس يحب الالكترونيات ، وغمره الفرح عندما صمم مع وزنياك (( العلبة الزرقاء )) التي كانت تساعد على تخفيض رسوم الهاتف للمكالمات البعيدة . وقد صممها وزنياك ، وباعها جوبس عندما كان في الثانوية العامة . كانت هذه بروفة لما حصل بعد 3 سنوات عندما أسس جوبس ( 20 عاماً ) و وزنياك ( 24 عاماً ) شركة (( أبل )) وقد تخرج من المدرسة العام 1972 ودخل جامعة ريد في أوريغون وترك الجامعة بعد أول فصل ليعمل في شركة (( أتاري )) وليبحث عن المستقبل الذي يحلم به.
- //أبل :
تأسست ((أبل )) للكمبيوتر في 1/ 4 / 1976 ، وحصلت في العام 1978 على مساعدات مالية للقيام بمهامها ، لأن الشركة عانت مالياً حتى العام 1980 عندما طرحت اسهمها للعامة . لم تكن (( أبل )) أول شركة كمبيوتر ، فقد كان ألتير 8800 أول كمبيوتر وهو عبارة عن جهاز للهواة تم تسويقة عبر البريد العام 1974 . ولم يكن التير كمبيوتراً شخصيا ناجحاً لأنه لم يكن باستطاعة المبرمج ان يخزن ويسترجع المعلومات . واستطاع جهاز (( أبل 1 )) أن يصل إلى المستهلك. وفي العام 1977 تم طرح جهاز (( أبل 2 )) الذي يحتوي على المواصفات التي عرفت بها (( أبل )) وكان الجهاز يحتوي على شاشة ملونة ولوحة مفاتيح ومكان لوضع الأقراص .
استطاع جوبس ان يغير نظرة الخبراء إلى الكمبيوتر الشخصي ، الذي كان يعتبره معظمهم ، وبينهم IBM جهازاً للهواة ، ولا يمكن أن يجتذب عامة الناس ، ولم يهتم جوبس و وزنياك لأحد ، وكان جوبس يعتقد بأن هناك سوقاً مهماً لهذه الآلة على الرغم من كل ما كان يدور حوله من اعتراضات . وتظهر ضخامة ما قدمه جوبس لعالم الكمبيوتر من خلال علاقته مع وزنياك . فقد باع جوبس سيارته الفولكسفاغن واقنع وزنياك بأن يبيع آلته الحاسبة وماركتها ( HP ) لكي يحصلا على مبلغ 1300 دولار كان كل ما يملكانه لكي يصنعا أول جهاز (( أبل )) .. !
قرر وزنياك أن يبيع حقوق تصميم (( أبل )) ولم يقتنع احد بهذا الجهاز في البداية ورفض جوبس ان يعطي حقوق التصميم لأحد . كان جوبس شخصية استبداديه أوتوقراطية على الرغم من أنه كان في العشرين من عمره ، وصمم على أن يوصل الكمبيوتر الى السوق بنفسه . أما وزنياك فكان يريد أن يرى فكرته تولد ، حتى لو أراد أن يعطي هذه الفكرة للآخرين . كان وزنياك عالماً ومهندساً متفانياً ولكنه لم يكن مبدعاً وخلاقاً . أما جوبس فهو المبدع والخلاق الذي اوصل (( أبل )) إلى ما عليه الآن . وقد عاني الكثير قبل أن يقبل وزنياك ان يبيع آلته الحاسبة وصرف المال على أول جهاز لــ (( أبل )) فيما باع جوبس 25 جهازاً لمحل يحتوي على ألعاب للتسلية .
حول جوبس كاراج منزله إلى ورشة عمل وجعل غرفته مخزناً ، وغرفة الجلوس مكاناً للتحميل والتفريغ ، ولم يكن المكان منزله ، انما منزل العائلة التي تبنته وحمل اسمها . فقد حوله إلى مصنع صغير بأسلوبه الاستبدادي وليس بالتراضي . وساعده سلوكه هذا على تحقيق اشياء كثيرة لعالم الكمبيوتر فلولا هذا السلوك لم يكن وزنياك ليرضى ان يبيع آلته الحاسبة ، أو أن يقبل اهله بالتبني بتحويل منزلهم الى ورشه عمل يتم فيها جمع المعدات والآلات حتى من دون أن يسألهم .
- //عكس التوقعات
تعرض جوبس و وزنياك لضغوط كبيرة في أواسط السبعينات ، كثيرون توقعوا لهما ، ومنهم IBMوالصحافة ، الفشل ، وواجه الاثنان الانتقادات ، وعانا الكثير للحصول على المال ، تم تطوير آلتهما وتسويقها في ظل ظروف واعتقاد سائد بأنه ليس هناك سوق للكمبيوتر الشخصي.
ومن سخرية القدر أن شركة (( انتيل )) والتي كانت من اشد المعتقدين بأنه ليس هناك مجال أو سوق للكمبيوتر الشخصي ، طرحت اكتشافاً هو Microprocessor ولم تكن الشركة تعلم أن اختراعها هذا هو الذي جعل الكمبيوتر الشخصي من الأساسيات ومتوافراً ومرغوباً فيه من الجميع .
رفض جميع الكبار في صناعة الكمبيوتر قبول عروض وزنياك لتبني فكرة (( أبل )) حتى نولان بوشنال مخترع ألعاب الفيديو ومؤسس شركة أتاري ، رفض فكرة (( أبل )) تماماً ولم يقتنع بها ابدا على الرغم من أن وزنياك عرض عليه شراء شركة (( أبل )) في بداياتها للحصول على الدعم المالي ، لكن بوشنال رفض . كان شعور وقناعة بوشنال هما ايضا قناعة IBM فلم يتصور احد انه يمكن ان يكون هناك سوق للكمبيوتر الشخصي . وكان هذا دافعاً وبخاصة لستيفن جوبس ، أن يثبت صحة احلامه . كان يبحث عن عالم جديد يريد اكتشافة كما اكتشف كولومبوس اميركا . وهنا تجدر الاشارة إلى أنه لولا هذا الرفض لما ازدادت عزيمة جوبس وتصميمه لتحقيق مراده وأحلامه .
عانى الشريكان الكثير ، وحسنتها أنهما فكرا عكس التيار ، ولم يكن عندهما فكرة أو علم عما وصل إليه الخبراء . لذلك فإنهما ذهبا بتفكيرهما الى حيث لم يذهب الخبراء . لم يكن جوبس و وزنياك على علم بحجم المخاطرة الكبيرة ، كما يحسه ويراه الخبراء . ومن يعلم لربما كان عامل عدم الخبرة هذا ما دفعهما للتفكير بشكل مغاير ، وبشكل لا يعرف حجم المخاطر . لم يكن لدى الاثنان شهادة جامعية ولم يعيرا اكثر المتعلمين اهتماماً عندما كان يقول لهما هؤلاء انه لا يوجد سوق للكمبيوتر الشخصي ، وقد نصحهما الكثيرون بالابتعاد عن أفكار المغامرة ، لكن جوبس لم يسمع ، وتبع حدسه وقناعته .
- // نجاح وانجازات تعانق السماء:
باعت أبل 130000 جهاز أبل - 2- . وفي العام 1982 تمت كتابة 14000 برنامج كمبيوتر لــ أبل- 2- وحكمت أبل العالم لفترة . وفي الحقيقة نصح الخبراء (( أي بي ام )) بأن تطرح جهازاً متوافقاً مع أبل لولا الخطأ الذي ارتكبته برفضها فكرة التوافق مع كمبيوترات أخرى .
منعت شخصية جوبس الاستبدادية أياً كان من استعمال نظام تشغيل أبل حتى أنه تم طرح أشكال عدة لكمبيوتر أبل لا تتوافق مع بعضها بعضاً ( ليزا ، ماكنتوش ، وأبل -3- ) . وأحست الشركة بخطئها في أواسط الثمانينات لكن ذلك كان متأخراً جداً . دخلت أبل سوق الأسهم وبيع السهم بـ 22 دولاراً ، وكان أفضل عرض منذ أن دخلت شركة (( فورد )) سوق الأسهم العام 1950 ووصلت مبيعات أبل الى 7 مليارات في العام 1992 م.
وكل هذا بفضل بصيرة ستيفن جوبس ودعم ستيف وزنياك على الرغم من الاختلافات بينهما . فـ وزنياك كان طالب هندسة ترك الجامعة في بدايات 1970 ليتزوج ويعمل لشركة Hewlett Packard .
بينما كان جوبس يتيماً ولم تكن لديه أيه ثقافة أو خبرة تقنية سوى ستة أشهر قضاها في شركة (( أتاري )) . ولم تكن لدى الاثنين أيه خبرة في إدارة الأعمال عندما أسسا شركة (( أبل )) في العام 1976 وكان النقص في الخبرة ، المصادر المالية وعدم القبول في السوق ، عاملاً في نشوب المشكلات شبه اليومية في الصراع لأجل البقاء والاستمرار .
كانت فكرة الإفلاس وارده في أي وقت حتى أواخر العام 1980 وفي الصراع من أجل الحصول على المال تعاقبت إدارتان على (( أبل )) رأس إحداهما مايك سكوت العام 1977 والذي وضع رأسمالا في الشركة . وعند ترؤسه للشركة لم يعط سكوت ، ستيف جوبس ، أية مسؤوليات مما أغضبة وسأله عن السبب فكان جوابه له إنه لا توجد لديه أية خبرة ولا يصلح أن يكون مديراً فعالاً . وسبب هذا انقساماً في الشركة دفع سكوت إلى الاستقالة وأصبح بعدها جوبس رئيساً للشركة .
لم ينته طموح جوبس عند (( أبل )) وأسس شركة جديدة اسماها Next برأسمال قدره 15 مليون دولار ، واجتذب معه عدداً من الممولين . وقد أدهش العالم عندما قام بعقد صفقات عدة بدأها بصفقة مع روس بيروت بعشرين مليون دولار ، أعقبها بتأمين رأسمال قدره 100 مليون دولار إلى الشركة اليابانية Canon وكان أهم العقود تعاوناً بين IBM و Next أثمر عن مبيعات تقدر بملايين الدولارات .
- // باحث عن هوية!
كان يبحث دائماً عن الشعور بالقبول من الآخرين وذلك عن طريق الماورائيات ، أو طريقة العيش أو فرصة عمل . ولحسن حظ عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا كان القبول عن طريق العمل الذي اختاره . كان استبدادياً ويسعى إلى الكمال وبالنسبة إلية كانت الطريقة الوحيدة الصحيحة للتفكير هي طريقته فقط . كان لا يحترم السُّـلم الإداري في الشركة ، وفي كثير من الأحيان كان لا يأبه لقرارات مجلس الإدارة إذا كان مقتنعاً بفكرته . الهدف كان المهم عنده ولا يسأل عن الثمن .
كانت الأزمات في حياته هي دافعه المستمر إلى الابتكار والتطوير . كان لا يحمل شهادة ، ومن دون مهنة ، ومن دون عمل ، ومن دون أصدقاء ومن دون مال ومن دون عائلة . كان يبحث بشكل دائم عن النيرفانا كان يبحث عن هوية ، وكانت شركة أبل هي هويته وعمله ورغبته وحب وهيامه . ودفع ثمن تعبه وكان في بداياته يرجو الناس أن تقرضه بعض المال لتحقيق حلم غير أكيد وغير مضمون كما كان يرجو الدائنين أن يصبروا عليه كي لا يعلن إفلاس الشركة .
اختارته مجلة Inc شخصية العقد من 1980 إلى 1990 العام 1989 واختارته مجلة - تايم - أكثر الشخصيات مخاطرة العام 1982. واختيرت شركة ((أبل)) الأسرع في دخول Fortune 500 في الولايات المتحدة.
ستظل بصمات ستيفن جوبس واضحة على عالم الكمبيوتر والطباعة خاصة من جهة توفير الوقت والإبداع في العمل.
وهكذا فقد أبدع جوبس من دون أن تكون حوله أية ظروف تساعده للوصول إلى ما وصل إليه.
واتمنالكم الفائدة ان شاء الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]