[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ملخص كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
كيف تصبح عظيمًا؟كيف تصبح عظيمًا؟" كتاب صدر عن مؤسسة حورس الدولية، في عام 2008م، للدكتور عادل صادق؛ الذي يخاطب فيه الشباب، ويوضح لهم كيف يكون كل فرد منهم عظيمًا، وقد قام الدكتور صادق بتقسيم الكتاب إلى أربعة أجزاء، كل جزء مقسم إلى عدة فصول، وفي الجزء الأول حمل أول فصوله عنوان "كيف تواجه الحياة"؛ الذي يقول فيه: إن معنى الحياة هو الرحلة التي تقع بين الميلاد والموت، وقد تقصر وقد تطول، والأمر هنا مرهون بالمشيئة الإلهية.
ويقول: أي شيء في الحياة غير الموت يمكن التفاوض حوله، أي لا مستحيل، لا يأس، ويظل هناك أمل، يظل الباب مواربًا، تظل الدعوة للمحاولة قائمة، والمحاولة هي جهد إنساني، عمل، إرادة، خطة، تصميم، فعل، مشيئة إنسانية، فالإنسان يشاء، وإن شاء حاول واجتهد، وأقدم بالفطرة أو بالخبرة والعلم، وقد يحتاج الأمر إلى شجاعة وجسارة وتحدٍّ، لكن يوجد هنا سؤال يطرح نفسه: هل ينتصر الإنسان دائمًا؟، والإجابة بالقطع لا، بل ينهزم أحيانًا، ويضعف، ويتراجع، ويجبن، ويمرض، وقد ييأس بل إنه قد يفضل الموت، أي يموت بإرادته، ينتحر وتطوى الصفحة.
لكن إذا قررنا أن نعيش فلا بد أن نعيش بالطريقة الصحيحة، وهذا يتطلب أن نفهم لماذا جئنا إلى الحياة؟، وهل في مقدورنا أن نعيش بالطريقة التي تحقق الهدف من مجيئنا؟، وإذا لم نفهم فماذا نفعل؟، هل نستطيع أن نعيش دون أن نفهم؟، الحقيقة أن كثيرين يعيشون دون أن يفهموا لماذا جاءوا إلى هذه الحياة، والبعض الآخر يضع مفهومًا خاصًّا لنفسه، ويعيش وفقًا لهذا المفهوم، وأحيانًا يتحدد أسلوب البعض في الحياة، من خلال المواجهة الحتمية للنهاية وهي الموت، فلأننا سنموت يجب أن نعيش، نعيش لنعيش.
شعار الحياة للحياةثم يقول دكتور صادق: الحياة في حد ذاتها هي الغاية، ولا يهم ما بعدها، ولا يهم أننا سنموت، بل يجب أن ننسى أننا سنموت، يكفي أننا أحياء الآن، أنا حي أنا أعيش، أنا أموت أنا لا أعيش، وهنا تبدو الحياة ثمينة جدًّا، فكل ثانية تمضي تنقص من العمر، والزمن لا يتوقف، ولا يمكن الرجوع بالعجلة إلى الوراء، فهل نرفع شعار الحياة للحياة؟، أم الحياة للموت؟، أم الحياة والموت؟، الحقيقة أنه لا يمكن أن ننزع من وعي الإنسان أنه سيموت، بل إن الموت هو الذي يجعل لحياته معنى، فأية رحلة مثلما لها بداية لا بد أن تكون لها نهاية، والموت تعقبه حياة أخرى، وإذا لم تكن هناك حياة بعد الموت فحياتنا التي نحياها لن يكون لها معنى، إذًا يجب ألا ننظر للموت على أنه نهاية الرحلة، بل هو استراحة، ومرحلة انتقال بين حياتين: حياة الدنيا وحياة الآخرة.
ويأتي الفصل الثاني في الجزء الأول عقب ذلك، تحت عنوان "كيف نعيش الحياة"؛ حيث يبدأ دكتور صادق هذا الفصل بطرح سؤال، هو: هل من الأفضل أن نقول كيف تعيش الحياة أم نقول: كيف تواجه الحياة؟، هل يوجد اختلاف؟، نعم يوجد؛ فالحيوان والنباتات والإنسان أيضًا يعيشون الحياة، ولكن الإنسان يتميز بشيء آخر، وهو أنه يواجه هذه الحياة، والمواجهة تعني الفعل الإرادي، وتعني أيضًا أن الحياة تحتاج إيجابية، فلا حياة لإنسان سلبي، والإيجابية تعني الحركة للأمام والبناء.
ويوضح د. صادق، أن المواجهة لا تعني فقط حل المشاكل التي تواجه الإنسان، بل تعني إيجابية الإنسان، وهي الإضافة والإبداع والتغيير، وكلها من نتاج العقل البشري، ويقول: وإذا كان مخ الحيوان يحتوي على مناطق الإحساس والغرائز فإن مخ الإنسان يحتوى على منطقتين أخريين، هما منطقة التفكير الإبداعي وحل المشكلات، ومنطقة العاطفة والضمير والمشاعر.
إذًا الإنسان تكوين ذو شقين: شق مادي وشق معنوي روحي، الشق المادي هو الغرائز وشتى الأحاسيس، من ألم وبرودة وحرارة وحركة واتزان، أما الشق المعنوي النفسي الروحي فهو الذي دفع بالإنسان إلى قبول الأمانة، وتحملها بعد أن رفضتها السموات والأرض والجبال، إنها أمانة الحياة، وأمانة الفهم والمعنى، أمانة الفعل، وخلافة الأرض، أمانة الإضافة والتغيير والمواجهة.. ولذا من الأفضل أن يكون سؤالنا: كيف نواجه الحياة؟.
تنتقل بنا صفحات الكتاب إلى فصل آخر، وهو "الحياة والألم النفسي"، وقد بدأه المؤلف بالآية القرآنية الكريمة: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد: 4)، ويقول: الكبد هنا هو كبد المواجهة؛ إذ إن الإنسان كتبت عليه المعاناة، وهى جسدية ونفسية، كما أن المعاناة هي التعب والألم، ويوضح أن الألم النفسي هو الاكتئاب والقلق والخوف، وهو الحسرة والندم وتأنيب الضمير، وهو اليأس وفقدان الأمل، وهو الإحباط، وهو الغيرة والعداوة والكراهية، وهو الخجل والتردد والوساوس، والشعور بالخزي، والرغبة في التواري.. وهذه ميزات الإنسان، أن يكابد كل هذه الأهوال؛ لأن له قلبًا وعقلا، لأنه تشرف بحمل الأمانة.
ويضيف: وأنت لا تستطيع الحياة بدون ضمير، أي بدون أخلاق، والأخلاق احتياج إنساني، أي ليست مفروضة على الإنسان، أنت تحتاج للأخلاق لكي تعيش مع الناس، إذ ظهر الاحتياج للأخلاق حين وجد على الأرض أكثر من إنسان واحد، وأنا وأنت نكوّن معًا المنظومة البشرية الحيوية الديناميكية، وتلك المنظومة هي أصل الحياة، ومعنى الحياة، وسر الحياة، ومستقبل الحياة، وبالتالي يصبح تساؤل كيف تواجه الحياة بحيث تمكن صياغته بطريقة أخرى: كيف تواجه الآخر؟.
ثم تتوالى فصول الكتاب موضحة بعض الصفات الإنسانية، فيحدثنا الفصل الرابع عن "الغيرة".
وقد جاء الفصل الرابع تحت عنوان "الغيرة"، فيوضح المؤلف أن مواجهة كانت بين الرجل والمرأة.. في الأصل كان الرجل ثم جاءت المرأة؛ لأن الرحلة لا تمضي بدون امرأة، شريك وونيس ورفيق وسكن وفراش وذرية ومستقبل وأحلام وذكريات، كل شيء مشاركة ومناصفة، حياة متواصلة ومحببة إلى نفس، ولا يمكن أن تمضي بشكل آخر أو بطريقة أخرى، وانبثقت الغيرة كأول مشكلة واجهت الرجل والمرأة؛ وذلك لأن علاقة الحب ملكية خاصة ومطلقة، الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن تكون فيه شراكة من طرف ثالث، والغيرة خوف، والخوف ألم، أخاف أن تتركني إلى شخص آخر فأفقدك وأفقد نفسي، والأهم هو أنني سأفقد نفسي، هذا معناه أنني أقل وأضعف وأوحش، لقد توجهت بإرادتك إلى من هو أفضل مني، إذًا الغيرة تنطوي على اهتزاز شديد للثقة بالنفس، ولعل هذا هو أسوأ ما في مشاعر الغيرة، بمجرد أن ألمح الطرف الثالث يحوم أعقد المقارنات بيني وبينه، أرى عيوبي، وأتصور يا حبيبي أن عينك تتجه نحوه إعجابًا ورغبة، فأضطرب، وأضيق، وأتمنى زوال هذا الطرف الثالث من الحياة بأية طريقة.
الرؤية غير المتوازنة للحياةثم تبدأ صفحات الفصل الخامس "الشك"؛ حيث يؤكد دكتور صادق، أن الغيرة لا تقود إلى الشك، ولكن الشك له نبع آخر، وهو نبع موجود في أعمق أعماق الداخل، عمق لا يُرى بالعين المجردة، عمق تستعصي رؤيته حتى على صاحب المشكلة، إذا حاول أن ينظر داخله، ولا أقول: إن الشك هو الرؤية القبيحة للحياة، بل أقول: إن الشك هو الرؤية غير المتوازنة للحياة، والشك يجعل الحياة صعبة على الطرفين، والألم يكون من نصيب الاثنين معًا، كلاهما خائف، كلاهما محروم من الطمأنينة، ومواجهة هذا الموقف صعبة جدًّا، فالأمر يختلف تمامًا عن موقف الغيرة، الغيرة تقوم على بناء نفسي يفتقد الثقة بالقدرات الذاتية، أما الشك فيقوم على بناء نفسي يفتقد الثقة بالناس، الغيرة خلل كمي أما الشك فهو خلل نوعي، الغيرة نقصان، أما الشك فهو فساد في مكونات النفس، وليست مبالغة أن نقول؛ إن الشك حالة مرضية، وإذا قبلنا ذلك فالأمر يحتاج إلى مواجهة إنسانية تتسم بالعطف، والأمل في الشفاء لإنقاذ أسرة، والعلاج بالعقاقير قد يكون ضرورة قصوى.
وقد خصص دكتور صادق الفصل السادس لـ "السلوك العدواني"؛ حيث يقول: المشاعر الدفينة لها أسبابها غير المعلنة، أو الأصح غير المعروفة، رغم أنها تتحكم في السلوك بشكل قوي أحيانًا، ونحار في أن نجد تفسيرًا لهذا السلوك الغريب فلا نجد، وحينئذ يحتاج الأمر إلى خبير ليغوص في الأعماق بحثًا عن المصدر، ويقول:
الحقيقة أننا في الطب النفسي لا نقسم الناس إلى أخيار وأشرار، أو طيبين وسيئين، كما أننا في الطب النفسي لا نهتم بقضية التعمد وسبق الإصرار من عدمها.. فنحن - الأطباء النفسيين- نرى أن لكل سلوك دوافعه، وهناك درجات لمعرفة الشخص بدوافعه، قد يكون مدركًا لها على المستوى الشعوري المباشر، وقد تكون مخفيّة عنه في ثنايا العقل الباطن، وهناك درجات من هذا التخفي، فقد تكون قريبة من السطح، من السهل الوصول إليها بمعاونة صديق، وقد تكون مخفية في الأعماق، لا يمكن الوصول إليها إلا بواسطة خبير.
التغلب على مشاكل العملويشير الدكتور صادق، في الفصل السابع "متاعب العمل"، وأولى مشاكل العمل هي الغيرة المهنية، وليست الغيرة المهنية سببها أن كل إنسان يريد أن يكون الأفضل والأحسن، ولكن لأن بعض الناس لا يريدون للآخرين أن يكونوا الأفضل والأحسن، وهذا هو الجانب المزعج في الغيرة المهنية، فهناك غيرة إيجابية، بمعنى أنك تبذل الجهد للتفوق، وهناك غيرة سلبية، بمعنى أنك تشعر بالضيق لتفوق غيرك، ومن ثم تحاول إعاقته، وخلق مشاكل، أي استحداثها، فيصرف الاهتمام ناحية هذه المشاكل، ويبتلع الإنسان المجتهد الطعم، ويبدد طاقته في صغائر الأمور المصطنعة، وهناك وسائل متعددة وصور شتى لهذه المشاكل المصطنعة، والمستحدثة خصيصًا لإثارة المتاعب في وجه المجتهدين وتشتيتهم، مثل الوشاية، والوقعية، ونشر الإشاعات الباطلة، وإخفاء المعلومات، والحجب المعرفي المتعلق بالعمل، وإضاعة الفرص، والتعطيل المتعمَّد، واختلاق الأزمات الشخصية للمواجهة الحادة، ورفع الصوت، وإساءة استخدام الألفاظ، والتحدي السافر، والشللية.
ويقول دكتور صادق: كيف تواجه مشاكل العمل..؟، سؤال كبير وصعب لتعدد أسباب هذه المشاكل، واختلاف وقعها على النفس من شخص لآخر، ولأن بعضها تبدو أحيانًا استحالة مواجهتها، وذلك حين لا تستطيع أن تغير عملك، أو حين لا تستطيع تغيير الناس أو استبدالهم، فيما يتعلق بنوعية العمل فيجب أن تعرف - في البداية- أنك تعمل لترتزق، هذا هو الأصل في أي عمل، لا يوجد عمل من أجل المتعة الشخصية، كما أن العمل غير الهواية؛ فهي المتعة التي يدفع فيها الإنسان ولا يأخذ، وعائدها يكون مباشرًا، ولك وحدك، وليس بالضرورة أن يرتبط بآخرين، ولا تتوقع منها مالا، وإذا أخلصت فسيأتي عملك متقنًا، سيأتي كاملًا، سيكون مفيدًا، سينال الإعجاب والتقدير من الآخرين، وفي هذه الحالة ستشعر بالرضا عن النفس، والرضا عن النفس هو مزيج من السرور والطمأنينة.
إن مكانة الإنسان في الحياة تحدد بقدر الفائدة التي تعود على الناس من عمله، مثلما تتحدد بأسلوب علاقته بالآخرين، وقد لا يتوازى العائد المادي مع قدر ما تبذل من جهد، وهذا يدفع بأحاسيس سلبية في نفسك تجاه عملك، وفي هذه الحالة يجب أن تعمل أكثر حتى لا تلجأ إلى المال الحرام، فالانزلاق قد يكون سهلا، في ظل ضغوط اقتصادية من الصعب حلها، فهناك درجات من التمسك والإمساك على القيم، ولكن عند نقطة معينة ينهار بعض الناس، أو يكونون طماعين، أو تكون لديهم شراهة استهلاكية، المهم في النهاية أن الإنسان قد يزل ويسقط، والثمن باهظ، فالمال الحرام يجلب المصائب على الإنسان؛ ولذا فلا حل إلا بمزيد من العمل، وفي ذلك تعب أكثر وإجهاد، ولكن التعب الجسدي والذهني أهون كثيرًا من التعب النفسي، وتأنيب الضمير، وفقدان الاتزان، وفقدان الطمأنينة.
ويضيف بقوله: وقد يضطر الإنسان للهجرة، وهذا أمر جائز ومشروع، ولكنه ضار بالأسرة، لا شيء في الدنيا يعادل ترك الأسرة، الثمن هنا أيضًا باهظ، والقليل يكفي في ظل الأسرة، والكثير لا قيمة له بعيدًا عن الأسرة، إلا أنه تظل هناك بعض الظروف الاستثنائية؛ التي تضطر الإنسان لأشياء يكرهها، مثل ترك أسرته بحثًا عن مزيد من المال، بعض الناس لا أمل في علاجهم، ولكن هذا ليس معناه الانسحاب والسلبية، ولكن ضع حدًا لتعاملاتك معهم، وخاصة إذا كانوا من النوع الذي يتعدى الحدود اللائقة في التعامل مع الآخرين.
لا أنصحك مثلا برد الإساءة بالإساءة، لا أنصحك برفع صوتك.. لا أنصحك بالدخول في تحدٍّ سافر، ومواجهة علنية دموية، لا أنصحك بتدبير خطة انتقامية، ولكن أنصحك بمزيد من الإخلاص في عملك، ومزيد من الإتقان، أنصحك بالتركيز الشديد في عملك، ولا يهم أن تكون لك علاقات شخصية حميمة بهذا الإنسان المزعج؛ لأنه عاطب وفاسد، ولا أمل منه.. دعه وشأنه.. تعامل معه في أقل وأدنى الحدود المرتبطة بتيسر العمل.
الفطنة والذكاء والمواجهةثم يبدأ الجزء الثاني؛ الذي جاء تحت عنوان "فطنة الوجدان"، ويقول المؤلف: مواجهة الحياة هي مواجهة الناس، ومواجهة الناس تحتاج إلى فطنة، والفطنة شيء أعلى من الذكاء، الفطنة هي رؤية كلية شاملة، والفطنة ليست نشاطًا وجدانيًّا، أي ما يسمى بذكاء العاطفة أو ذكاء الوجدان؛ فأنت لا تتعامل مع الناس بالحسابات الذهنية البحتة، بل تتعامل معهم بقلبك وإحساسك ومشاعرك، تتعامل معهم بوجدانك، ونجاحك في التعامل مع الناس يتوقف على مدى ذكائك الوجداني، أو بتعبير أدق فطنة وجدانك، فهناك وجدان غبي ووجدان فطن، وجدان بليد وخامل، ووجدان نشط ومتحرك، وجدان منطفئ ووجدان يشع بالدفء والحب، وجدان سطحي ووجدان ناضج، والوجدان هو الذي يعطي القيمة الإنسانية الحقيقية للإنسان، فهناك إنسان من ورق أو من صفيح وهناك إنسان آخر من أغلى المعادن النفيسة، كالذهب والفضة، أو أكثر قيمة.. هكذا يمكن تقسيم البشر الذين تواجههم في حياتك: رخيص وغالٍ، تافه وناضج، ومتدنٍّ ورفيع المقام، رديء وجيد، وحقير وعظيم.
واختصارًا أو إجمالا لكل ما سبق، يمكن تقسيم البشر إلى النحو التالي: بشر ذوي وجدان غبي وبشر ذوي وجدان فطن، والوجدان هو وسيلتك للوصول إلى الناس، والتأثير عليهم، لا تفاعل إنسانيًّا إلا من خلال نشاط وجداني.. الوجدان هو الذي يحب ويكره، ويغضب ويسخط، ويتألم ويفرح ويحزن، ويتحمس ويفتر، ويستحسن ويشمئز، ويفخر ويشعر بالخزي والعار، ويخاف ويتشجع.. كل تلك نشاطات وجدانية، من خلالها اتصال ما بالبشر في محيطك، والانفعالات الطارئة ليست هي الوجدان، بل هي موجات وفورات مصدرها الوجدان؛ الذي يتأثر لحظيًا بمواقف معينة.
أما الوجدان فهو الحالة الشعورية المستقرة والثابتة معظم الوقت؛ التي تميز شخصية الإنسان، أو تميز الجانب العاطفي أو الجانب الإنساني في شخصيته، أنت إنسان لأنك تملك وجدانا نشطًا، وإنسان معناها القدرة على العيش والتفاعل مع إنسان آخر.. إنسانية الإنسان تتحقق من خلال وجود إنسان آخر؛ فالإنسان لا إنسان بدون وجود إنسان آخر، أما صاحب الوجدان الغبي فلديه علاقات إنسانية مضطربة، لديه صعوبات جمة في الحياة.. دائمًا في حالة مواجهات حادة مع الناس.. هو إنسان تعيس، وهو أيضًا مصدر لتعاسة الآخرين.
أما الفطن الوجداني فهو ذلك الإنسان الذي يتمتع بعلاقات إيجابية ثرية ومشبعة مع الناس.. مع ذلك الإنسان الدافئ المشع المؤثر المقنع.. هو ذلك الإنسان الهادئ المتزن المستقر؛ الذي يوحي بالثقة والطمأنينة.. هو الإنسان الذي يصل إلى أهدافه، وينجز ويبدع ويضيف.. إنه الإنسان صاحب الضمير اليقظ، والقلب العطوف، والصدر المتسع المنشرح، واليد الحانية، والقدم التي لا تسعى إلا للخير.. إنه الطاقة والقوة والحيوية والنشاط.. إنه الصدق والشجاعة والأمانة والإخلاص والوفاء، إجمالا إنه الإنسان الحقيقي، إذًا التفاعل الصحي المثمر المشبع الجالب للسعادة مع الناس لا يكون إلا من خلال فطنة الوجدان، ولكن ما هي فطنة الوجدان؟، فطنة الوجدان لها ثلاث حلقات، تتلاحم وتتابع وتتحد، وتقود إحداها إلى الأخرى في تناغم، وهي: النضوج الوجداني، والتواصل الوجداني، والتأثير الوجداني، نضوجنا الوجداني يتحدد بقدرتنا على إدراك مشاعرنا بدقة وموضوعية، وتحكمنا في انفعالاتنا بضمير إيجابي، وبصيرة صائبة، واحتفاظنا بقوة ذاتية الإيجابية، أما تواصلنا الوجداني فيتحدد بقدرتنا على استخدام الحجة القوية في الإقناع، والحسم الإيجابي للصراع، وإظهار القدوة، وريادة التغير، والحث على نشر روح التعاون والمودة بين الناس، وكل العناصر الثلاثة السابقة تحدد درجة فطنة وجداننا.
ويؤكد دكتور صادق، أن التضوج الوجداني هو توازن وعدم ميل أو جنوح أو الدفاع.. هو الوعي والإدراك الشامل السليم الموضوعي.. هو الرؤية الأعمق الأبعد من حدود الرؤية البصرية، أي هو البصيرة، وهو الانفعال الهادئ؛ الذي يتناسب مع حجم المؤثر الخارجي، والمحكوم دائمًا بالقوى الذاتية، أو ما يسمى بضبط النفس، ولا نضوج بدون أخلاق.. بل الخلوق ناضج، والناضج خلوق؛ ولذا فالضمير الإيجابي هو أحد مظاهر النضوج البارزة.. والناضج مدفوع دائمًا للإنجاز والتغيير، والإضافة والإبداع، وهو واقعية ذاتية ترتكز إلى الخبرة والعلم، إذًا النضوج الوجداني يمكن حصره في خمس نقاط: وعي وجداني ذاتي دقيق وموضوعي، وضبط النفس، وضمير إيجابي، وبصيرة صائبة، وواقعية ذاتية للإنجاز.
ويشير إلى، أن الوصول إلى عقول الناس - أي أذهانهم- أمر قد يبدو سهلًا إذا كانت لديك أفكار جديدة، أو أفكار تعود بالفائدة عليهم، ومواجهة الناس قد تبدو سهلة إذا كنت صاحب حق، ولديك منطق، أو لديك ما يثبت حقك.
والطريق إلى وجدان الناس سهل ومفروش بالورد إذا كنت تملك هذه الموهبة.. موهبة اقتحام القلوب، والوصول منها إلى الأذهان.. موهبة النقر الرقيق على الأبواب، فتنفتح أمامك على مصراعيها.. موهبة التعبير الودود على وجهك، والنبرات المطمئنة في صوتك، فتنكشف لك النفس وما فيها، وإنها موهبة أو عطية من الله، وأيضًا هي تدريب ومهارة مكتسبة واعية؛ لتحقيق النجاح في التواصل الوجداني مع الناس؛ الذي هو أصل كل نجاح في أي عمل من خلال الناس، ولا نجاح مع الناس إلا من خلال التواصل الوجداني معهم.. وهذا الاتصال والتواصل الوجداني يقوم على أربعة محاور: تفهم لوجدان الغير وتقدير لرؤيتهم، والتفاعل في الإنصات، وتعاطف ومشاركة وجدانية، وكياسة في الاستجابات للغير.
وفى الفصل الثالث "التأثير الوجداني" يوضح دكتور عادل صادق: أن الإنسان في رحلة تواصله مع الآخرين يؤثر ويتأثر، ذلك هو التواصل الديناميكي بين البشر، والتواجد الحقيقي للإنسان الذي يمتلك مداخل قوية لإحداث تأثير في قناعات الغير، هو ذلك الإنسان الذي يحرك المياه الراكدة، وهو ذلك الإنسان الذي يقف في وجه التيارات الخاطئة، وهو ذلك الإنسان الذي يبعث روحًا جديدة، من خلال فكر جديد متقدم، وهو ذلك الإنسان الذي يزلزل الأفكار القديمة البالية؛ التي لا تتلاءم مع روح العصر، ودرجة تقدمه.
وهو لا يستطيع أن يكون له التأثير الإيجابي إلا إذا كانت لديه مهارات عالية في كسب الآخرين لصفه، ولن تستطيع أن تكسب الآخرين لصفك إلا إذا نجحت في بناء قاعدة من الثقة المتبادلة، وأن تتصف بالإخلاص والحيادية والموضوعية والمهارة المهنية، وأن تكون قادرًا على النفاذ إلى القلوب بمودتك وإنسانيتك؛ إذًا لا بد من هذا الرصيد لكي تكسب الآخرين في صفك، دون حتى أن تطلب منهم أن يؤيدوك، ستجدهم تلقائيًا يلتفون حولك، ويدعمون وجهة نظرك، ويلتزمون بخططك.
ثم بدأ المؤلف في الجزء الثالث؛ الذي حمل عنوان "أنواع البشر" يستعرض معنى الشخصية؛ حيث يقول: في الفصلين السابقين كانت لنا تصورات عن مواجهة الحياة.. أي مواجهة البشر.. وقد ترى أن بعض هذه التصورات مثالية، وغير قابلة للتحقيق، وأنت تقول ذلك من واقع خبرتك الشخصية في الحياة، ومع البشر، وتستطيع أن تحكي لنا عن عشرات المواقف؛ التي حاولت فيها أن تكظم غيظك، وأن تكبح جماع غضبك، ولكنك لم تستطيع، وأنك فقدت السيطرة في بعض المواقف؛ نظرًا لأن هؤلاء البشر قد أوصلوك إلى حالة من الاستفزاز، فشلت معها كل النصائح التي سمعتها، وكل الخطط المدروسة لاحتواء مثل هذه المواقف، كما فشل فيها استخدام خبراتك السابقة، ربما في مواقف مشابهة.
ويضيف بقوله: وقد ترى بعض البشر لا تمكن السيطرة عليهم إلا بالحزم الشديد؛ لكي يخافوا ويلتزموا، ولا يتعدوا الحدود اللائقة، وإنك إذا تساهلت معهم وتركت لهم الحبل فإنهم يخرجون عن كل الحدود اللائقة، ويجورون ويتجاوزون ويبغون ويعتدون، ببجاحة منقطعة النظير، ولا أمل في ردهم عن غيهم والسيطرة عليهم إلا بالحزم الشديد؛ الذي يجب أن يصل إلى القسوة في بعض الأحيان، وتلتزم بقواعد ثابتة لمواجهتهم والتعامل معهم؛ ففي كل مرة تواجه موقفًا جديدًا، وأسلوبًا جديدًا، مما يتطلب منك قدرًا من المرونة، يتيح لك أن تسلك بطريقة مختلفة لمواجهة الموقف، ومواجهة هذا النوع بالذات من البشر.
وقد تقول: إن الحياة تغيرت، وإن الناس اختلفت، وإن النظريات التي كانت صالحة وفعالة بالأمس لم تعُد تصلح لليوم؛ نظرًا للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية؛ التي جعلت الناس أكثر مادية ووحشية، وأقل إنسانية ورومانسية، وإن بعض القلوب أصابها التحجر، وبعض النفوس أصابها الصدأ، وإن كل إنسان مختلف عن الآخر، وإن الله قد خلق أنواعًا وأنماطًا لا يمكن حصرها وتحديدها، وإن لكل إنسان نوازعه وميوله واتجاهاته وأسلوبه وفلسفته؛ التي قد تكون متطرفة أو شاذة، مما يؤدي إلى سلوك يخرج عن المألوف، ويشذ عن المجتمع، فيصطدم ويجرح ويؤذي، وكما أن هناك اختلافًا في أنواع البشر فإن هناك اختلافًا في الدرجات داخل كل نوع، فالشر الخالص غير موجود من الناحية العملية، كما أن الخير المطلق غير موجود من الناحية العملية، وفي الممارسات اليومية، وهذا الاختلاف والتنوع الشديدان يجعلاننا نعجز عن أن نضع قانونًا ثابتًا وعامًّا، ويجعلان من الصعب أيضًا وضع أسلوب واحد وثابت للتعامل مع البشر.
شخصيات تسبب الإزعاجثم أوضح الكاتب - في فصل جديد- أنواع الشخصيات التي تتسبب لنا في الإزعاج والمعاناة والألم النفسي، ويحدد مجموعة من السمات لهم، فيوضح أن منهم: الأناني والنصاب والمخادع والكاذب والبخيل والعدواني، والمندفع، والمغرور، والاستعراضي، وشديد الإعجاب بنفسه، وغير المهذب في تعليقاته، ودائم النقد والتقليل من جهود الآخرين، والشكاك وسيئ الظن، والذي لا يمكن الاعتماد عليه، وغيرها من السمات السلبية، ومهم جدًّا أن نعرف كيفية التعامل مع تلك الشخصيات؛ التي تحمل هذه السمات، والإلمام بأنماط الشخصيات وسماتها يساعد على تحديد خطة أو أسلوب للتعامل مع أصحاب تلك السمات، ليس في الحاضر فقط، ولكن في المستقبل أيضًا، ويحدد كذلك شكل وحدود العلاقة معهم.
ثم تستعرض باقي فصول هذا الجزء - بشيء من التفصيل- أنواعًا مختلفة للشخصية، فتستعرض الشخصية الاضطهادية، وشبه الفصامية، والسيكوباتية، والهستيرية، والنرجسية، وغير الناضجة وجدانيًّا، والانطوائية، والانهزامية، والعدوانية، والاعتمادية، والعاجزة، والقهرية، كما يستعرض كيفية التعامل مع تلك الشخصيات، والأسلوب الأمثل لذلك.
ويقول دكتور صادق: في أحد الفصول: لا تتوقع حياة سهلة ومريحة، وجمال الحياة في الصعوبات التي تواجهك وتستطيع التغلب عليها، أي تنجح وتفوز وتتفوق وتتميز، والذي تعلمته من الحياة لكي أكون عظيمًا هو ألا أغالي، وألا أزيد، وألا أتمادى، وألا أتحيز، وألا أتعصب، وأن أقدر ظروف الناس، فالناس في لحظات ضعفهم ويأسهم وقلقهم يكونون على غير طبيعتهم، على غير عادتهم، كما تعلمت أن أنسى، ونسيان الإساءة نعمة كبرى؛ حتى تخلو نفسي من الغل والغيظ، فأستطيع أن أشعر بطعم الحياة، والذي تعلمته من الحياة ألا أخسر إنسانًا، وأن أحاول أن أبقي على العلاقة بقدر المستطاع، فمن السهل جدًّا أن تفقد إنسانًا؛ فهذا لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة، أما بناء الثقة فيستغرق وقتا طويلا، والذي تعلمته من الحياة أن أعظم استثمار هو الاستثمار في البشر، فصديق حقيقي هو كنز مليء بالذهب.
وتعلمت ألا أستثمر ضعف واحتياج أي إنسان، وأن أبدأ بالسلام والابتسام، وبالكلمة الطيبة، و ألا أتحدث عن السمات الشخصية المذمومة في أي إنسان، وأن أنقد عمل الإنسان وليس الإنسان ذاته، وأن يكون النقد مهذبًا وموضوعيًّا، وأن الثراء الحقيقي يكون في قناعة النفس ورضاها، وأن الفقر الحقيقي هو الطمع والجشع والقلق، والنظر إلى ما في أيدي الآخرين، وأن الناس يكرهون من أعماقهم الإنسان المتكبر المتعالي المغرور، وأن الإنسان يكون في أقصى درجات قوته حين يكون صادقًا، وأن الإنسان يكون في أوج جماله حين يكون على طبيعته، أي يكون هو نفسه، أي يكون ذاته الحقيقية، وأن النفاق سوء قصد وسوء نية، ودليل تدنٍّّ في المستوى المهني، ودليل تفضيل المصلحة الشخصية على العامة، وكذلك أن الاعتذار العلني عن الخطأ شجاعة، أيضًا تعلمت أن الله ينجي الإنسان في الحياة ويلطف به بفضل دعاء الوالدين، وبفضل الحرص على صلة الرحم، وأن الإخلاص هو السر الأعظم للنجاح.
تحويل الفشل لنجاحوتصل بنا أجزاء الكتاب وفصوله إلى الجزء الرابع والأخير؛ الذي كان تحت عنوان "مفاتيح النجاح"، وقد جاء الفصل الأول فيه بعنوان "كن ناجحًا.. هذه هي مفاتيح النجاح"، ويؤكد فيه دكتور عادل صادق، على أن كثيرًا من علماء النفس قد أجمعوا، على أن النجاح وسيلة وليس غاية، ويكاد يكون الوسيلة الأولى أو الكبرى أو الأساسية، أو بدون مبالغة، الوسيلة الوحيدة لتحقيق السعادة.
ويقول: النجاح علاج للنفس القلقة، الخائفة، المتشائمة، اليائسة، النجاح من أحسن مضادات القلق، ومن أفضل مضادات الاكتئاب، ولولا النجاح لركدت الحياة وأبطأت ثم توقفت، فهو يؤدي إلى تتابع الخطوات إلى الإمام، والصعود إلى السماء، وآثار النجاح نفسية في المقام الأول، وليست مادية ولا نفعية؛ إذ يتحقق من خلال النجاح: اكتمال إحساس الإنسان بذاته وتحققها، وتحسين صورة الذات، فنراها جميلة وجديرة بكل ما هو طيب، والطمأنينة، بمعنى زوال الخوف والقلق، والثقة بالنفس، كذلك السعادة، بمعنى الشعور بالفرح، وزوال الاكتئاب، ومن هنا تجيء الدعوة الإلهية للإنسان أن يعمل، والدعوة تحمل بداخلها مفاتيح النجاح أيضًا.
كما حث المولى (عز وجل) الإنسان على أن يتقن عمله، وأن يُشهد الناس على عمله لينتفعوا به، وحث الله على التفوق والتميز والتسابق، وفتح باب الاجتهاد على مصراعيه، ودعا إلى طلب العلم، ورفع (سبحانه وتعالى) مكانة العلماء، ومن الضروري أن يحقق كل إنسان نجاحات في حياته؛ ليعيش حياة آمنة مبهجة مثمرة ومشبعة.
وعلى طالب النجاح أن يسعى بإخلاص، وأن يحسن النية، وأن تكون وسائله لتحقيق النجاح وسائل نبيلة، تستند إلى قاعدة أخلاقية طيبة، أساسها الأمانة والشرف، وكذلك أن يبتغي من نجاحه رضا الله، ورضا النفس، وذلك قبل رضا الناس، وبداية تحقيق النجاح تكون بأن تحدد هدفك، بعد ذلك قدر مهاراتك، خبراتك، اطلع على تاريخ إنجازاتك، أعد قراءة شهاداتك، استرجع المواقف الناجحة.
افتح الملفات السرية، واطلع على الأخطاء، وكيف تعلمت منها، ثم استعن بثقافتك، ولا بد أن تكون واعيًا منذ البداية للصعوبات المتوقعة، فالتوقع يفسد على الصعوبات وقعها المخيف، ويجعلك مهيئًا للمواجهة والتحدي والانتصار، ويجب أن تستعين بالعلم لمواجهة المشكلات، وبذوي الخبرة، وعليك ألا تعمل وأنت مجهد أو تحت ضغط نفسي، يفسد عليك القدرة على التفكير الصحيح، وعليك أن تقسم العمل إلى مراحل، وتوقف عند نهاية كل مرحلة للتقييم، وتقبل بصدر رحب آراء الآخرين وانتقاداتهم.
ثم يتحدث في فصل بعنوان "حوّل فشلك إلى نجاح.. الانتصار هو أن تقف بعد أن تقع"، ويبين فيه المؤلف، أن الفشل قد يكون مرحلة من مراحل النجاح، ويقول: بل هو خطوة من الخطوات، وهو وسيلة للنجاح، وليس عجيبًا أن يفشل الإنسان، بل أكاد أقول: إنه من الضروري أن يفشل الإنسان؛ فهذا معناه أنه حاول ونزل إلى الميدان، والفشل فرصة ليتعلم أكثر؛ ولذلك يجب عليه أن يظل محتفظًا بوضوح الرؤية، وصفاء الذهن، والروح المعنوية المرتفعة، بعد أن يقع على الأرض، وأن تتولد لديه قوة هائلة لينهض، فهذه هي اللحظات الحاسمة ما بين الوقوع والوقوف، ومن تلك اللحظات: لحظة التقبل، ولحظة الفهم، ولحظة الوعي، ولحظة الإدراك السليم الواقعي والموضوعي لمبررات السقوط وأسبابه، ثم يعقبها لحظة استجماع القوى، وهكذا يمكن للإنسان أن يُحوّل فشلة إلى نجاح
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,منقول للفائده,,,,,,,,,,^_*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]